
التسمية
اعتمد الإمبراطور "جيا لونغ" اسم "فيتنام" (تقرأ فيتنام كاسم رسمي للبلاد سنة 1804 ، وهو تعديل لاسم "نام فييت" (فييت الجنوبية) الذي استخدمته البلاد اسماً لها في عصورها القديمة. وفي سنة 1839 عدل الإمبراطور "منه مانغ" اسم الدولة إلى "داي نام" (أي الجنوب العظيم) ثم عاد الاسم مرة أخرى إلى "فيتنام" رسمياً سنة 1945.
عصر ما قبل الاسرات
سكنت المنطقة المعروفة حاليا باسم "فيتنام" منذ العصر الحجري القديم، وهناك مواقع أثرية في محافظة تان هوايرجع تاريخها إلى عدة آلاف من السنين. ويرجع علماء الآثار بدايات الحضارة الفيتنامية إلى حضارة "فونغ نغوين" التي ظهرت في أواخر العصر الحجري الحديث وبدايات العصر البرونزي وتمركزت في محافظة فين فوك الفيتنامية منذ حوالي سنة 2000 إلى 1400 ق.م. وحوالي 1200 ق.م ومع تطور زراعة الأرز وصناعة سبك البرونز في حوض نهر ما وحوض النهر الأحمر ظهرت حضارة دونغ سون التي اشتهرت باستخدامها البرونز في صناعة الأسلحة والأدوات، وقد اكتشف الكثير من مناجم النحاس القديمة في شمال فيتنام، هناك بعض أوجه الشبه بين المواقع دونغ سون ومواقع أخرى في جنوب شرق آسيا وتشمل وجود توابيت على شكل زورق وجرات للدفن، أعمدة أو ركائز للمنازل وغيره.
بعد ضم أسرة هان الصينية فيتنام إليها بدءا من سنة 111 ق.م، استمرت بالخضوع للتبعية الصينية لألف سنة.وقد كانت هناك محاولات للاستقلال ولكنها لم تدم طويلا، كمثل محاولة الأخوات ترونغ ومحاولة الأميرة تريو، وأطول فترة استقلال ذاتي كانت ما بين 544 و602 م من فان هوان خلال حكم أسرة لي الأولى. وفي عام 938 م هزم أحد القادة الفيتناميين القوات الصينية في معركة "نهر باتش دانغ". فاستعادت البلاد استقلالها بعد 10 قرون من الهيمنة الصينية وأعاد تسميتها إلى داي فييت (فييت العظمى)، وقد عاشت فيتنام عصرها الذهبي خلال حكم أسرتي "لي" و"تران"، وقد تمكنت داي فييت من منع ثلاث محاولات لغزوها من قبل المغول.ازدهرتالديانة البوذية في فيتنام حتى أضحت الديانة الرسمية للبلاد. ثم تعرضت البلاد خلال حكم "أسرة هو" لهيمنة الصين خلال أسرة مينج، ولكن سرعان ماتخلصت من التبعية بقيادة لي ليو مؤسس أسرة لي. وقد وصلت فيتنام أقصى امتداد لها خلال أسرة لي في القرن الخامس عشر، خصوصا حكم الإمبراطور لي تانه تونغ (1468-1497). توسعت فيتنام جنوبا وما بين قرن الحادي عشر والثامن عشر، خلال مايسمى بعملية نام تيان أو التمدد إلى الجنوب. حتى غزت أخيرا مملكة جامبا (مملكة كمبوديا) وأجزاء من مملكة الخمير
اجتاحت الحروب الأهلية التي آذنت بنهاية تلك الأسرة، فقد ظهرت أسرة ماك المدعومة من الصين متحدية لنفوذ أسرة لي، ولكن لم تنته تلك الأسرة من المناهضين من أسرة ماك إلا وقد وصلت إلى مرحلة من الضعف بحيث تم تقسيم البلاد ما بين لوردات حكموا شمال البلاد (لوردات ترينه) وجنوبها (لوردات نجوين)، مما أدخل البلاد في آتون الحرب الأهلية استمرت لأربعة عقود. خلال تلك الفترة تمكن النجويان من التوسع جنوبا وضم دلتا الميكونج وبلاد تشامبا وأراضي الخمير الحمر التي حول دلتا نهر الميكونج إليهم. ثم انتهت الحرب بتمكن أخوة تاي سون من هزيمة كلا الأسرتين واستلامهما بزمام الحكم. بيد أن ذلك لم يدم طويلا حتى تمكن لوردات نجويان من هزيمتهم بمساعدة الفرنسيين وتوحيد البلاد تحت حكم الأسرة نجويان وإمبراطورهم المسمى جيا لونغ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق